الأحد، 2 يناير 2011

كثرة السرقات وأسبابها

عبدالرحمن الفراج
انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة السرقة سواء من المنازل أو المحلات التجارية أو من السيارات وبشكل ملفت للنظر، وبأسلوب لم نكن نعرفه من قبل، حيث كانت السرقة في الزمن الماضي عادة تكون في آخر الليل والناس نيام، كما أن من اعتاد على السرقة يكون خائفا يترقّب، كما كانت من أبرز حيله التخفف من ملابسه ودهن جسمه بالزيت حتى لا يتم القبض عليه بسهولة حينما كان المجتمع لحمة واحدة يطارده أهل الحي من شارع إلى شارع ومن بيت إلى بيت، في وقت كان الجار له قيمة ويعتمد عليه، كما كان التواصل موجودا في السراء والضراء، فأصحاب الحي كالجسد الواحد، يعرفون المحتاج والمريض والمسافر، بل إن الطعام الزائد عن حاجة أحدهم يصل إلى كثير منهم ويأخذه بنفس مرتاحة دون أن يقول (حنّا ما لسنا شحاذين أو مرميين لكم بالشارع!).
أقول: هذا الأسلوب الجديد هو أسلوب السرقة في وضح النهار ودون خوف أو وجل، بل إن من الطرائف التي تساق ما يقال: إن سارقا دخل بيتا ولما لم يجد شيئا، مر على أهل البيت وضربهم واحدا واحدا لأنهم لم يوجدوا له شيئا يسرقه، بل إن من العبارات التي يرددها الكثير من الناس لا يكاد يصدقها العقل، كما نتمنى أن تكون أضغاث أحلام لا صحة لها، حيث يتكرر على ألسنة الناس قصص مثل:
( وقف صاحب السيارة على الحرامي وهو يفك إطار سيارته فقال له ماذا تفعل قال: أسرق الإطار قال: أنا صاحب السيارة قال: عارف قال: طيب ما تخاف أشتكي على الشرطة، قال: لا قال: ليش قال: أعرف أنه فيه سجن شهرين ومائة جلدة وبعدين! قال: طيب إذا سرقت الإطار ماذا ستفعل به قال أبيعه قال: بكم قال: بمبلغ كذا قال: خذ المبلغ ورد صواميله فأخذ المبلغ وردّها بكل هدوء!)
(عرض على صاحب البيت المسروق مجموعة فوجد من يعرضهم عليه هو السارق)
المهم الحديث ذو شجون وصحيح أن مدينة كمدينة بريدة (نموذجا) يسكنها أكثر من نصف مليون نسمة تحتاج إلى ستة مراكز شرطة بدلا من المركزين الموجودين فيها، لا سيما،أننا نسمع أنه اعتمد لها قبل فترة مركز في غربها وغادر إلى مكان آخر، كما أنشئ مبنى في حي الضاحي لمركز جديد فنقلت إليه إدارة أمنية أخرى، ونعلم أن الدوريات الأمنية الموجودة الآن لا تغطي نصف حاجة بريدة والواقع يشهد بذلك.
لكن الأهم من ذلك هو أن القضاء على ظاهرة السرقات لا يتم عبر السجن والشدة والحرص الزائد، لأن أولادك لا تستطيع أحيانا السيطرة عليهم بقوة شخصيتك ورفع صوتك بل ببث الوعي والتهذيب والتثقيف وإعطاء الثقة لمن يستحقها.
ومن هنا فإن هذه الظواهر لكي يتم القضاء عليها لا بد من دراسة أسبابها وكثرتها من خلال تحديد الفئة العمرية التي تقوم بها، وما الذي اضطرها لذلك، هل هي الحاجة؟ هل هو مرض نفسي؟ هل هي أسباب أسرية؟ وغيرها، ويتم ذلك من خلال الاستفادة من محاضر التحقيق التي تتم معهم من عدة جهات.
أسعد الله أوقاتكم








ليست هناك تعليقات: